سرطان البروستاتا أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال، خاصةً بعد سن الخمسين، ورغم أن سماع كلمة “سرطان” يثير القلق، فإنه يمكن السيطرة على سرطان البروستاتا في مراحله المبكرة.
في هذا المقال، نأخذك في جولة لفهم خيارات علاج سرطان البروستاتا المختلفة، ونساعدك على اتخاذ قرارات مبنية على المعرفة والاطمئنان.
علاج سرطان البروستاتا: أنواعه وكيف يعمل كل نوع
يتساءل الكثيرون: هل يوجد علاج لسرطان البروستاتا الخبيث؟ لحسن الحظ نعم، وتتنوع الخيارات العلاجية بين التقليدية والحديثة، وغالبًا ما تستخدم أكثر من طريقة لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة، إليك أبرز هذه العلاجات:
الجراحة (استئصال البروستاتا الجذري)
الجراحة هي الخيار الأول في علاج سرطان البروستاتا في كثير من حالات السرطان الموضعية التي لم تنتشر خارج البروستاتا، وتتضمن إزالة الغدة البروستاتية بالكامل، وأحيانًا مع الغدد الليمفاوية المجاورة إذا كان السرطان تجاوز المرحلة الثالثة، وقد يعاني المريض بعد الجراحة عدة آثار جانبية مثل مشكلات في التحكم بالبول أو ضعف الانتصاب، لكنها تتحسن تدريجيًا في كثير من الحالات، خصوصًا مع العلاج التأهيلي.
العلاج الإشعاعي
يستخدم الإشعاع عالي الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية والحد من انتشارها، ويكون إما خارجيًا عبر جهاز العلاج الإشعاعي الخارجي، أو داخليًا عبر زرع حبيبات مشعة صغيرة في البروستاتا، ويُعد خيارًا فعالًا للمرضى الذين لا يستطيعون الخضوع للجراحة، أو كعلاج تكميلي بعد الجراحة في حال بقيت بعض الخلايا السرطانية.
العلاج الهرموني
يستخدم العلاج الهرموني غالبًا في الحالات المتقدمة من المرض، ويستهدف خفض مستوى هرمون الذكورة (التستوستيرون)، الذي يُغذي نمو خلايا سرطان البروستاتا، وذلك عبر الأدوية المثبطة للهرمون أو إزالة الخصيتين جراحيًا (الإخصاء الجراحي).
العلاج الكيماوي
يُستخدم في المراحل المتقدمة عندما لا يستجيب الورم للعلاج الهرموني، ويعمل هذا النوع على تدمير الخلايا السرطانية باستخدام أدوية قوية تُحقن في الوريد، ويسبب آثارًا جانبية مثل الغثيان والإرهاق وتساقط الشعر.
العوامل المؤثرة في اختيار نوع العلاج المناسب
يتوقف تحديد علاج سرطان البروستاتا المناسب على عدة عوامل، هي:
- مرحلة السرطان وانتشاره.
- عمر المريض.
- الحالة الصحية العامة للمريض.
- الأعراض البادية على المريض.
- رغبة المريض، فلا يفضل الجميع الخضوع للجراحة.
بعد الأخذ في الاعتبار كل هذه العوامل، يحدد الطبيب العلاج المناسب أو قد يختار مزيجًا من العلاجات المناسبة لحالة المريض، ونود أن نشير هنا إلى أهمية تنوع العلاج كإحدى المميزات، إذ يستطيع المريض أحيانًا اختيار طريقة العلاج وفقًا لتفضيلاته الشخصية بعد مناقشة الطبيب في كافة الأمور المتعلقة بخطة العلاج.
كم يستغرق علاج سرطان البروستاتا؟
تختلف مدة علاج سرطان البروستاتا من مريض لآخر، تبعًا لنوع العلاج المُستخدم ومرحلة المرض، فعلى سبيل المثال إذا كان العلاج إشعاعيًا فيُعطى على جلسات يومية تمتد إلى 5 أيام في الأسبوع لمدة 6 إلى 8 أسابيع.
في المقابل، فإن العلاج الهرموني يستغرق نحو 12 شهرًا أو يزيد، بينما يُعطى العلاج الكيماوي على شكل دورات، كل دورة تمتد لبضعة أيام وتتكرر كل 3 إلى 4 أسابيع، ويستمر العلاج من 4 إلى 6 أشهر في الحالات المتأخرة.
اقرأ أيضًا: التهاب البروستاتا والانتصاب
أسئلة شائعة حول علاج سرطان البروستاتا
كم نسبة الشفاء من سرطان البروستاتا؟
تختلف نسبة الشفاء من أعراض سرطان البروستاتا باختلاف مرحلة المرض، إذ تشير الدراسات أن السرطان قابل للشفاء تمامًا تقريبًا في مراحله الأولى قبل انتشاره للعقد الليمفاوية، وعند وصوله لمرحلة متأخرة وانتشاره في الجسم، تنخفض النسبة إلى 35%، لذلك التشخيص المبكر من أهم عوامل زيادة نسبة الشفاء من سرطان البروستاتا.
هل علاج سرطان البروستاتا سهل؟
نعم، فكلما كان المرض في مراحله الأولى، كان علاج سرطان البروستاتا أسهل وحقق نسب نجاح أعلى، وتزداد صعوبة العلاج بتأخر الحالة، لكنه يظل غير مستحيلًا فلا تفقد الأمل في التعافي، فقد تطورت علاجات الأورام في الآونة الأخيرة وحققت نسب نجاح لا يُستهان بها.
إجمالًا، فإن سبل علاج سرطان البروستاتا متعددة، ولا تقتصر فقط على الجراحات أو جلسات الكيماوي، إنما تشمل أيضًا فترة المتابعة والتأهيل بعد العلاج، والتي قد تستغرق شهورًا أو سنوات لضمان استقرار الحالة وتعافي الجسم من الآثار الجانبية.
إذا كنت أنت أو أحد أحبائك مصابًا بسرطان البروستاتا، فلا تتردد في استشارة طبيب متخصص لاتخاذ القرار العلاجي الأنسب. ويُعد الدكتور أحمد عادل -استشاري جراحات المسالك البولية وأورام البروستاتا- من الأطباء المتميزين في هذا المجال، إذ يقدم رعاية شاملة وخطة علاجية دقيقة تُناسب حالتك وتمنحك أفضل فرص التعافي بإذن الله
0 تعليق